احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

عُزلَة

تمضي عليّ الساعات منسيّةً في الهدوء
جسدي مركون على السرير كأن لا روحَ له يحتويها .

بشفاهٍ مغلقة و عيونٍ مفتوحة أطوف العالم من مكانٍ واحد . .

أعتزل حاضري ، فتسرِقني حياة ماضية ،
و أصوات قديمة ، وجوهٌ عتيقة ، و ابتسامات اغبرّت . .

من بينِ ذلك كلّه لا أشرَق إلا بصوتِ واحد !

صوتٌ واحد يقصِف الذاكرة ، ليتهاوى العقل
و يُردى في مهاوي الجنون . .

صوتٌ واحد يعصر القلب على صفاةِ اللا جدوى . .

صوتٌ واحد يحيطني بهذهِ الهالة السوداء من العزلَة !

هو صوتك ،
صوتُك الذي حاولت أن أنسجَ منه النور لليالِي المعتمة ،
أشعله سراجًا في دروب الوحشة . .

صوتك الذي تمنيته وسادةً ، فستانًا ، عقدًا من اللؤلؤ . .
ظلّ مجرد " صوت " !

صوتٌ يخترق جدارَ الوعي حتى يستقر في الصميم .

كل الكلماتِ العذبَة التي عبرت حنجرتك
رأيتُها تباع مطليّةً بالذهب . .
كَـ " أحبك " ، كَـ اسمي أيضًا . .

لكنني لا أدري كيف اعتقدوا أنّ بإمكانهم بيع سحرِ بيانك ؟

حتى و إن باعوه !
صوتُك لا يُباع ، و لا يشترى .

صوتك يعرفُني جيدًّا ، يعرف الطريق المختصر إلى قلبي ،
و يهزُّ جذع الروح لتساقط عليه حبًّا نديّا . .

صوتك الغائب لا يعلم أنه الفُقاعة التي تدور فيها حياةُ فتاةٍ ذابت فيك حتى آخرها !

منهكةٌ جرّاء غيابك . .
ألوذ بعزلتي بعدما أرهَقت عيُون الناس ملامحي ،
أرهِقتُ لكثرة ما جثم فضولهم يتفحَّص وجهي بالتساؤلات الغبية . .

ملاحظاتهُم الفظّة بشأن وزني الذي يتبخّر
خلال أيام ، و لا يتكثّف خلالَ سنوات !

يدركُون أنني مسكُونةٌ بشخصٍ ما ،
بوجهٍ ما ، بصوتٍ لم يهتدُوا إليه .


لذا أهرب بِشجاعةٍ نحو العزلَة !
و أقول " بشجاعة " لأنني أعلم ما الذي ينتظِرني في وحدتي . .
ينطلِق صوتك من الفراغ كرصاصَة ،
حتى تصعد الروح من أطرافِي إلى الحلقوم !
تضيقُ الحياة بي ، و يرفُضني الموت . .
لا يسعني أي شَيء !
لا الفرار ، لا المقاومَة ، لا البُكاء و لا حتى التنفس .

الآن أدركت ،
الحياةُ هي التي اعتَزلتني .

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق